استضافت إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد الأمين ولد سيدي، رئيس سلطة حماية البيانات ذات الطابع الشخصي، في برنامج منصة حوارية بعنوان: مواكبة مستجدات العصر وحماية الخصوصية، وقد أشار رئيس السلطة في مستهل حديثه إلى أن حماية البيانات ذات الطابع الشخصي تشكل أولوية في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، حيث تواجه الدول تحديات متزايدة تستوجب خلق التوازن الضروري بين استخدام تقنيات الإعلام والاتصال، والمحافظة على الخصوصية والحريات العامة والفردية، وفي هذا الإطار استعرض رئيس السلطة السياقات القانونية والمعيارية لحماية البيانات ذات الطابع الشخصي، مؤكداً على أن ديننا الحنيف يعد المصدر الأول في مجال حماية الخصوصية الفردية والجماعية، كما أشار إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أكدا على منع التدخل التعسفي في الحياة الخاصة، أما الدستور الموريتاني فقد نص على أن الدولة تصون شرف المواطن وحياته الخاصة وحرمة شخصه ومسكنه ومراسلاته.
وردا على سؤال يتعلق بالهيكلة التنظيمية للسلطة، استعرض رئيس السلطة تشكلة السلطة مشيرا إلى أنها تشتمل على ممثلين عن الجمعية الوطنية والسلطات القضائية وهيئات المجتمع المدني، إضافة إلى متخصصين في مجال التقنيات الجديدة وعلوم الكومبيوتر، تم تعيينهم من خلال مرسوم رئاسي لمأمورية تدوم أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، كما استعرض الرئيس مهام السلطة وصلاحياتها التي يخولها لها القانون 2017-020 المتعلق بحماية البيانات ذات الطابع الشخصي، مشيرا إلى أن القانون منحها الاستقلالية اللازمة للقيام بمهامها.
وفي رده على سؤال يتعلق بمدى قدرة مسؤولي المعالجة على الامتثال، أكد الرئيس أن السلطة وضعت تحت تصرف مسؤولي المعالجة والأشخاص المعنيين جميع الوسائل الضرورية للامتثال، من خلال إعداد الأدلة العملية والاستمارات وتحميلها عبر الموقع الرسمي للسلطة، إضافة إلى تسهيل إجراءات الامتثال عن بعد من خلال الخدمات التي يقدمها برنامج “بيانات -حماية” للمؤسسات العمومية والخاصة التي ستشترك فيه. كما استعرض رئيس السلطة أيضا إجراءات التفتيش والمراقبة التي ستقوم بها السلطة، وشرح بالتفصيل العقوبات التي يمكن للسلطة النطق بها في حالة حدوث مخالفة للقوانين من طرف مسؤولي المعالجة.
وأكد رئيس السلطة خلال المقابلة على الدور الهام الذي يلعبه الاتصال والتحسيس في تغيير العقليات مشيراً إلى أن السلطة أعدت مخططا للاتصال، يسعى إلى تحقيق هدفين يتعلق الأول منهما بتحسيس وإشعار مسؤولي المعالجة في ما يتعلق بالامتثال للقانون، بينما يتعلق الثاني بتمكين الأشخاص المعنيين من ممارسة حقوقهم.
وختم رئيس السلطة اللقاء برده على سؤال يتعلق بطبيعة التعاون بين سلطة حماية البيانات والسلطات المماثلة، حيث أشار إلى أن السلطة حازت على عضوية عدة منظمات إقليمية مثل رابطة سلطات حماية البيانات ذات الطابع الشخصي للدول الفرانكفونية، والشبكة الإفريقية لسلطات حماية البيانات الشخصية، وستحصل قريبا على عضوية الجمعية العالمية لحماية الخصوصية ،كما قامت يتوقيع اتفاقيات ثنائية مع بعض الدول الإفريقية والعربية.
تجدر الإشارة إلى أن المقابلة تم بثها مساء الأحد 28 إبريل 2024، مباشرة على الهواء عبر أثير إذاعة الجمهورية الاسلامية الموريتانية و إذاعاتها المتخصصة و محطاتها الجهوية، كما بثتها مباشرة القنوات التلفزية الخاصة شريكة الإذاعة فى الإنتاج السمعي البصري، إضافة إلى العديد من المنصات الإخبارية الخاصة.